فصل: السنة الرابعة والعشرون من خلافة الآمر منصور

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الرابعة والعشرون من خلافة الآمر منصور

وهي سنة تسع عشرة وخمسمائة‏.‏

فيها جسر دبيس بن صدقة طغرل بن محمد شاه السلجوقي على قصد بغداد وأن يطلب السلطنة لنفسه فسارة واستعد له الخليفة المسترشد ووقع له معهما حروب آلت إلى أن دبيسًا توجه بعد هزيمته إلى سنجر شاه السلجوقي مستجيرًا به فأجاره ثم قبض عليه‏.‏

وفيها قبض الآمر صاحب الترجمة على وزيره المأمون أبي عبد الله بن البطائحي وعلى أخيه أحمد المؤتمن واستولى على أموالهما وذخائرهما ثم قتلهما وكانا قد دبرا في القبض عليه‏.‏

والمأمون هذا هو باني جامع الأقمر بالقاهرة‏.‏

وكان الأمر استوزره بعد قتل الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد بن الفضل أبو الفضل الكاتب الأديب الفاضل الشاعر المشهور وفيها قتل الأمير آق سنقر البرسقي صاحب الموصل‏.‏

كان أميرًا شجاعًا جوادًا عادلًا في الرعية وكان الخلفاء والملوك يحترمونه وكان قد احترز من الباطنية بالرجال والسلاح والجاندارية‏.‏

فدخل يوم الجمعة لجامع الموصل فجاء إلى المقصورة وفيها جماعة من الصوفية لهم عادة يصفون فيها فاستراب بهم ودخل في الصلاة وتأخر عنه أصحابه فوثب عليه ثلاثة في زي الصوفية فضربوه بالسكاكين فلم تعمل في جسده للدرع الذي كان عليه فصاحوا‏:‏ رأسه وجهه فضربوه حتى قتلوه وقتل الثلاثة‏.‏

وحزن الناس عليه وأقاموا ابنه مسعودًا مقامه‏.‏

وفيها توفي الأمير سليمان بن إيلغازي بن أرتق صاحب ميافارقين‏.‏

كان عادلًا شجاعًا جوادًا مات في شهر رمضان ودفن عند أبيه‏.‏

وجاء أخوه تمرتاش من ماردين فملك ميافارقين وأحسن إلى أهلها‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم تسع أذرع وثلاث أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الخامسة والعشرون من خلافة الآمر منصور وهي سنة عشرين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي أحمد بن محمد بن محمد الشيخ أبو الفتوح الغزالي الطوسي أخو أبي حامد الغزالي المقدم ذكره‏.‏

كان متصوفًا متزهدًا في أول عمره ثم وعظ وكان مفوهًا‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ ولما وعظ قبله العوام‏.‏

وجلس في دار السلطان محمود فأعطاه ألف دينار فلفا خرج وفرس الوزير في الدهليز بمركب ذهب وقلائد وطوق ذهب فركبه ومضى‏.‏

وبلغ الوزير فقال‏:‏ لا يتبعه أحد ولا يعاد الفرس‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي القاضي أبو محمد المرتضى الشهرزوري والد قاضي القضاة كمال الدين‏.‏

كان أحد الفضلاء الشهرزوريين والعلماء المذكورين وكان له النظم والنثر‏.‏

ومن شعره‏:‏ الطويل وبانوا فكم دمع من الأسر أطلقوا نجيعًا وكم قلب أعادوا إلى الأسر فلا تنكروا خلعي عذاري تأسفًا عليهم فقد أوضحت عندكم عذري وفيها توفي محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الشيخ الإمام الفقيه الصوفي المالكي أبو بكر الطرطوشني الأندلسي العالم المشهور نزيل الإسكندرية - وطرطوشة آخر بلاد المسلمين من الأندلس وقد عادت الآن للفرنج - وكان يعرف بابن أبي رندقة‏.‏

حج ودخل العراق وسمع الكثير وكان عالمًا زاهدًا ورعًا دينًا متواضعًا متقشفًا متقللًا من الدنيا راضيًا باليسير‏.‏

وقال ابن خلكان‏:‏ إنه دخل على الأفضل بن أمير الجيوش بمصر فبسط تحته مئزره وكان إلى جانب الأفضل نصراني فوعظ الأفضل حتى أبكاه ثم أنشد‏:‏ السريع يا ذا الذي طاعته قربة وحقه مفترض واجب إن الذي شرفت من أجله يزعم هذا أنه كاذب وأشار إلى النصراني‏.‏

فأقام الأفضل النصراني من موضعه وأبعده‏.‏

وقد صنف الشيخ أبو بكر كتاب أسراج الملوك للمأمون الذي ولي وزارة مصر بعد الأفضل وقد تقدم ذكره في الماضية وله تصانيف أخرى وفضله مشهور لا يحتاج إلى بيان‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثماني أذرع وثلاث أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وإصبع واحدة‏.‏

السنة السادسة والعشرون من خلافة الآمر منصور وهي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة‏.‏

فيها قتل الباطنية وزير السلطان سنجر شاه السلجوقي‏.‏

وكان قد أفنى منهم اثني عشر ألفًا‏.‏

فبعثوا إليه سائسًا يخدم في إصطبله مئة إلى أن وجد الفرصة فدخل الوزير يومًا يفتقد خيله وفيها قتل الأمير مسعود بن آق سنقر البرسقي بالرحبة وكان عزمه أخذ دمشق فعوجل‏.‏

وكان ولي بعد موت أبيه آق سنقر في الخالية فلم تطل مدته‏.‏

وفيها توفي أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن المتوكل على الله الإمام المحدث أبو السعادات‏.‏

سمع الحديث الكثير ورحل البلاد‏.‏

مات مترديًا من سطحه في شهر رمضان ببغداد‏.‏

وكان صحيح السماع ثقة‏.‏

وفيها توفي هبة الله بن علي بن إبراهيم أبو المعالي الشيرازي‏.‏

كان من أعيان الفضلاء وله شعر جيد‏.‏

وفيها توفي العبد الصالح الزاهد أبو الحسن علي بن المبارك بن الفاعوس زاهد بغداد‏.‏

كان كبير القدر أحد أعيان الصوفية وله أحوال وكرامات‏.‏

مات ببغداد وكان له مشهد عظيم‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثماني أذرع وسبع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وأصابع لم تحرر‏.‏

السنة السابعة والعشرون من خلافة الآمر منصور وهي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي الحسن بن علي بن صدقة الوزير أبو علي جلال الدين وزير الخليفة المسترشد بالله العباسي‏.‏

كان فاضلا دينًا رئيسًا عاقلا حسن السيرة محمود الطريقة محبوبًا للخاصة والعامة جوادًا ممدحًا مات ببغداد وحزن عليه الخليفة‏.‏

وتطاول بعد موته للوزارة جماعة منهم عز الدولة بن المطلب وابن الأنباري وأحمد ابن نظام الملك وغيرهم فلم يستوزر الخليفة أحدًا منهم واستناب نقيب النقباء علي بن طراد الزينبي الحنفي‏.‏

وفيها توفي الحسين بن علي بن أبي القاسم الفقيه العلامة أبو علي اللامشي السمرقندي الحنفي‏.‏

كان إمامًا مفتنًا يضرب به المثل في النظر وسمع الحديث ورواه وكان صالحًا دينًا على طريق السلف مطرحًا للكلفة‏.‏

ومات بسمرقند‏.‏

وفيها توفي الأمير ظهير الدين أبو المنصور طغتكين بن عبد الله الأتابك صاحب الشام مملوك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان السلجوقي‏.‏

كان طغتكين مقدمًا عند أستاذه تتش المذكور وزوجه أم ابنه دقماق ونصق عليه في أتابكية ابنه دقماق المذكور‏.‏

فقام بتدبير ملكه أحسن قيام وغزا الفرنج غير مرة وله في الجهاد اليد البيضاء‏.‏

وقد ذكرنا بعض وقائعه في أزل ترجمة الآمر هذا مع الفرنج على سبيل الاختصار نعرف من ذلك همته وشجاعته‏.‏

وكان عادلا في الرعية‏.‏

ولما احتضر أوصى بالملك إلى ولده تاج الملوك بوري فسار في الناس أيضًا أحسن وفيها توفي عبد الله بن طاهر بن محمد بن كاكو أبو محمد الواعظ‏.‏

ولد بصور ونشأ بالشام‏.‏

قال أنشدني أبو إسحاق الشيرازي لنفسه‏:‏ البسيط لما أتاني كتاب منك مبتسمًا عن كل معنى ولفظ غير محدود حكت معانيه في أثناء أسطره أفعالك البيض في أحوالي السود أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وثماني أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثامنة والعشرون من خلافة الآمر منصور وهي سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة‏.‏

فيها ضمن زنكي بن آق سنقر للسلطان مائة ألف دينار على ألا يعزله عن الموصل وضمن الخليفة للسلطان أيضًا مثل ذلك ولا يولى دبيسًا ولاية - وكان الخليفة يكره دبيسًا - فقبل السلطان ذلك‏.‏

وفيها توفي طاهر بن سعد الصاحب الوزير أبو علي المزدقاني‏.‏

كان شجاعًا جوادًا بنى المسجد على الشرف شمالي دمشق ويسمى مسجد الوزير وكان قد عاداه وجيه الدولة بن الصوفي فانتمى إلى الإسماعيلية خوفًا منه فقتل هناك‏.‏

وفيها توفي هبة الله بن أحمد بن محمد الحافظ المحدث أبو محمد الأنصاري المعروف بابن الأكفاني‏.‏

سمع الكثير ولقي الشيوخ وسمع جده لأمه أبا الحسن بن صصري وغيره‏.‏

وفيها توفي الحافظ أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي الفقيه العالم المشهور مات وله تسع وثمانون سنة‏.‏

وفيها توفي أبو الحسن عبيد الله بن محمد ابن الإمام أبي بكر البيهقي ببغداد في جمادى الأولى وكان فاضلا فقيهًا سمع الحديث‏.‏

وفيها توفي الفقيه المحدث أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز الميورقي الأصل ثم الإسكندري وبها توفي‏.‏

كان إمامًا فقيهًا عالمًا بارعًا مفتنًا في كثير من العلوم‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وست وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وخمس أصابع‏.‏

السنة التاسعة والعشرون من خلافة الآمر منصور وهي السنة التي قتل فيها الآمر صاحب الترجمة حسب ما ذكرناه مفصلا في ترجمته أولا‏.‏

وفيها أعني سنة أربع وعشرين استوزر بوري بن طغتكين صاحب دمشق المفرج بن الصوفي‏.‏

وفيها وصل زنكي بن آق سنقر إلى حلب من الموصل وقد أظهر أنه على عزم الجهاد وراسل بوري يلتمس منه المعونة على محاربة الفرنج‏.‏

فأرسل إليه بوري من استحلفه الإيمان المغلظة واستوثق منه لنفسه ولصاحب حمص وحماة‏.‏

وفيها ظهرت بالعراق عقارب طيارة لها أجنحة وهي ذات شوكتين فقتلت من الأطفال خلقًا كثيرًا‏.‏

قاله صاحب مرآة الزمان والعهدة عليه فيما نقلناه عنه‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن عثمان بن محمد أبو إسحاق العري الكلبي الشاعر‏.‏

مولده بغزة‏.‏

كان أحد فضلاء الدهر رحل إلى البلاد وامتدح جماعة من الرؤساء‏.‏

ومن شعره وأجاد إلى الغاية‏:‏ الكامل قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة باب البواعث والدواعي مغلق خلت البلاد فلا كريم يرتجى منه النوال ولا مليح يعشق ومن العجائب أنه لا يشترى ويخان فيه مع الكساد ويسرق وفيها توفي الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الإمام البارع أبو عبد الله النحوي وهو أخو أبي الكرم بن فاخر النحوي لأمه‏.‏

قرأ بالروايات وسمع الحديث الكثير واشتغل باللغة والأدب وقال الشعر الرائق‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وأربع أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏

خلافة الحافظ لدين الله على مصر الحافظ لدين الله أبو الميمون عبد المجيد ابن الأمير أبي القاسم محمد ابن الخليفة المستنصر بالله معد ابن الظاهر بالله علي ابن الحاكم بأمر الله منصور ابن العزيز بالله نزار ابن المعز لدين الله معد ابن المنصور إسماعيل ابن القائم محمد ابن المهدي عبيد الله العبيدي الفاطمي المصري الثامن من خلفاء مصر من بني عبيد والحادي عشر منهم ممن ولي من آبائه بالمغرب وهم ثلاثة‏:‏ المهدي والقائم والمنصور‏.‏

وأول من ولي من آبائه بالقاهرة المعز لدين الله فلهذا قلنا‏:‏ هو الثامن من خلفاء مصر والحادي عشر منهم ممن ولي بالمغرب‏.‏

وولي الحافظ الخلافة بمصر بعد قتل ابن عمه الآمر أبي علي منصور على ما يأتي بيانه من أقوال كثيرة‏.‏

ولم يكن من خلفاء مصر من أبوه غير خليفة سواه والعاضد الآتي ذكره‏.‏

ولقبوه الحافظ لدين الله ووزر له أبو علي أحمد بن الأفضل ولقب أمير الجيوش فأحسن إلى الناس وعاملهم بالخير وأعاد لهم مصادراتهم‏.‏

وكان قبل ولاية الحافظ هذا اضطرب أمر الديار المصرية لأن الآمر قتل ولم يخلف ولدًا ذكرًا وترك امرأة حاملا فماج أهل مصر وقالوا‏:‏ لا يموت أحد من أهل هذا البيت إلا ويخلف ولدًا ذكرًا منصوصًا عليه الإمامة‏.‏

وكان الآمر قد نص على الحمل قبل موته فوضعت الحامل بنتًا فعدلوا إلى الحافظ هذا وانقطع النسل من الآمر وأولاده‏.‏

وهذا مذهب طائفة من الشيعة المصريين فإن الإمامة عندهم من المستنصر إلى نزار الذي قتل بعد واقعة الإسكندرية‏.‏

وقال صاحب مرآة الزمان‏:‏ ولما استمر الحافظ في خلافة مصر ضعف أمره مع وزيره أبي علي أحمد بن الأفضل أمير الجيوش وقوي شوكة الوزير المذكور وخطب للمنتظر المهدي وأسقط من الأذان حي على خير العمل ودعا الوزير المذكور لنفسه على المنابر بناصر إمام الحق هادي العصاة إلى اتباع الحق مولى الأمم ومالك فضيلتي السيف والقلم‏.‏

فلم يزل كذلك حتى قتل الوزير المذكور على ما يأتي ذكره‏.‏

وقال ابن خلكان‏:‏ وهذا الحافظ كان كثير المرض بعلة القولنج فعمل له شيرماه الديلمي وقيل موسى النصراني طبل القولنج الذي كان في خزائنهم‏.‏

ولما ملك السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب مصر كسر في أيامه وقصته مشهورة‏.‏

وأخبرني حفيد شيرماه المذكور أن جده ركب هذا الطبل من المعادن السبعة والكواكب السبعة في إشرافها وكل واحد منها في وقته‏.‏

وكان من خاصته إذا ضربه أحد خرج الريح من مخرجه‏.‏

ولهذه الخاصية كان ينفع من القولنج‏.‏

انتهى كلام ابن خلكان‏.‏

قلت‏:‏ ونذكر سبب كسر هذا الطبل في ترجمة السلطان صلاح الدين عند استقلاله بمملكة مصر‏.‏

ولما عظم أمر الحافظ بعد قتل الوزير المقدم ذكره جدد له ألقاب لم يسبق إليها وخطب له بها على المنابرة وكان الخطيب يقول‏:‏ أصلح من شيدت به الذين بعد دثوره وأعززت به الإسلام بأن جعلته سببًا لظهوره مولانا وسيدنا إمام العصر والزمان أبا الميمون عبد المجيد الحافظ لدين الله صفى الله عليه وسلم وعلى آبائه الطاهرين حجج الله على العالمين‏.‏

ولما قتل الوزير أبو علي أحمد المذكور - على ما يأتي ذكره - وزر للحافظ جماعة فأساؤوا التدبير منهم أبو الفتح يانس أمير الجيوش ومات فوزر له ابنه الحسن ثم وزر له بهرام ثم تولى الحافظ الأمر بنفسه إلى أن مات‏.‏

وكان أمره مع الوزير أبي علي أحمد بن الأفضل أنه لما قتل الخليفة الآمر كان الحافظ هذا محبوسًا فأخرجوه وأشغلوا الوقت به إلى أن يولد حمل الآمر فإن كان صبيًا يلي الخلافة ويخلع الحافظ‏.‏

وتولى أحمد المذكور الوزارة وجعلوا الأمور إليه وليس للحافظ إلا مجرد الاسم في الخلافة‏.‏

وكان الوزير المذكور شهمًا شجاعًا عالي الهمة كأبيه الأفضل وجده بدر الجمالي السابق ذكرهما فاستولى على الديار المصرية‏.‏

وولدت الحامل بنتًا فاستمر الحافظ في الخلافة تحت الحجر وصار الأمر كله للوزير فضيق على الحافظ وحجر عليه ومنعه من الظهور وأودعه في خزانة لا يدخل إليه أحد إلا بأمر الأكمل أعني الوزير المذكور فإنه كان لقب بالأكمل في أيام وزارته‏.‏

وطلع الوزير إلى القصر وأخذ جميع ما فيه وقال‏:‏ هذا كله مال أبي وجدي ثم أهمل خلفاء بني عبيد والدعاء لهم فإنه كان سنيًا كأبيه وأظهر التمسك بالإمام المنتظر في آخر الزمان فجعل الدعاء في الخطبة له وغير قواعد الرافضة‏.‏

فأبغضه الأمراء والدعاة لأن غالبهم كان رافضيًا بل الجميع‏.‏

ثم أمر الوزير الخطباء بأن يدعوا له بألقاب اختصها لنفسه‏.‏

فلما كرهه الشيعة المصريون صمموا على قتله‏.‏

فخرج في العشرين من المحرم إلى لعب الكرة فكمن له جماعة وحمل عليه مملوك إفرنجي للحافظ فطعنه وقتله وقطعوا رأسه وأخرجوا الحافظ وبايعوه ثانيًا ونهبت دار الوزير المذكور‏.‏

وركب الحافظ إلى دار الخلافة واستولى على الخزائن واستوزر مملوكه أبا الفتح يانس الحافظي‏.‏

ولقب أمير الجيوش أيضًا وهو صاحب حارة اليانسية فظهر هو أيضًا شيطانًا ماكرًا بعيد الغور حتى خاف منه أستاذه الحافظ فتحيل عليه بكل ممكن وعجز حتى واطأه فراشه بأن جعل له في الطهارة ماء مسمومًا فاستنجى به فعمل عليه سفله ودود فكان يعالج بأن يلصق عليه اللحم الطري فيتعلق به الدود إلى أن مات‏.‏

وقال صاحب كتاب المقلتين في أخبار الدولتين‏:‏ كان الآمر قد اصطفى مملوكين يقال لأحدهما هزبر الملوك واسمه برغوارد والآخر برغش وينعت بالعادل‏.‏

وهو صاحب المسجد قبالة الروضة من بر مصر‏.‏

وكان الآمر يؤثر هذا الأصغر لرشاقته‏.‏

فلما قتل الأمر وما ثم من يدبر الأمر اعتمدا على الأمير أبي الميمون عبد المجيد وكان أكبر الجماعة سنًا فتحيلا بأن قالا‏:‏ إن الخليفة المنتقل يعنون الآمر كان قبل وفاته بأسبوع أشار إلى شيء من ذلك وإنه كان يقول عن نفسه‏:‏ المسكين المقتول بالسكين وأنه قال‏:‏ إن الجهة الفلانية حامل منه وإنه رأى رؤيا تدل على أنها ستلد ولدًا ذكرًا وهو الخليفة من بعده وإن كفالته للأمير عبد المجيد أبي الميمون‏.‏

فجلس عبد المجيد المذكور كفيلا ونعت بالحافظ لدين الله وأن يكون هزبر الملوك وزيرًا وأن يكون الأمير الأجل السعيد يانس متولي الباب وإسفهسالار‏.‏

وكان أصله من غلمان الأفضل بن أمير الجيوش يعني من مماليكه وكان من أعيان الأمراء بمصر وقرئ بهذا التقرير سجل بالإيوان والحافظ في الشباك جالس قرأه قاضي القضاة على منبر نصب له أمام الشباك بحضور أرباب الدولة‏.‏

واستمر الحافظ وانفش ورم الحبلى ووزر له هذا المذكور وأميران بعده وهما‏:‏ بهرام الأرمني ورضوان بن ولخشي‏.‏

قلت‏:‏ ولم يذكر هذا المؤرخ أمر أحمد الوزير ولا ما وقع له مع الحافظ وهو أجدر بأخبار الفاطميين من غيره‏.‏

ولعله حذف ذلك لكونه كان في أول الأمر والله أعلم‏.‏

قال‏:‏ استمر الحافظ خليفة من سنة أربع وعشرين وخمسمائة إلى جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة‏.‏

وكان له من الأولاد عدة‏:‏ سليمان وهو أكبرهم وأحبهم إليه وحسن وكان عاقًا له ويوسف وجبريل هؤلاء قبل خلافته‏.‏

وولد له في خلافته أبو منصور إسماعيل وخلف بعد موته‏.‏

ولما ولى العهد لسليمان أكبر أولاده في حياته جعله يسد مكان الوزير ويستريح من مقاساة الوزراء الذين يحيفون عليه ويضايقوته في أمره ونهيه‏.‏

فمات سليمان بعد ولايته العهد بشهرين فحزن عليه شهورًا‏.‏

وترشح حسن ثانيه في العمر لولاية العهد فلم يستصلحه أبوه الحافظ لذلك ولا أجابه إليه‏.‏

فعظم ذلك على حسن المذكور ودعا لنفسه وكاتب الأمراء وعول على اعتقال أبيه ليستبد هو بالأمر وأطمع الناس فيما يواصلهم به إذا تم له الأمر فامتدت إليه الأعناق وكاتب الأمراء وكاتبوه‏.‏

ثم عاودتهم عقولهم بأن هذا لا يتم مع وجود الخليفة‏.‏

وكاتبوا أباه بخلاف ذلك‏.‏

فسير أبوه تلك الكتب إليه قال‏:‏ لا تعتقد أن معك أحدًا‏.‏

فأوقع بعدة من الأمراء وأخذ ما في آدرهم‏.‏

أبوه الحافظ إضعافه وصرفه عن جرأته بغير فتك ففسد أمره وافتقر إلى أبيه‏.‏

وكان حسن المذكور سير بهرام الأرمني المقدم ذكره حاشدًا له ليصل إليه بالأرمن وكان هذا بهرام أميرهم وكبيرهم‏.‏

فلما لجأ حسن إلى أبيه الحافظ احتفظ به أبوه وحرص عليه‏.‏

فلما علم من بقي من الأمراء وهم على تخوف منه اجتمعوا على طلبه من أبيه ليقتلوه ويأمنوا أمره فوقفوا ببين القصرين في عشرة آلاف‏.‏

فراسلهم الخليفة‏.‏

الحافظ بلين الكلام وتقبيح مرادهم من قتل ولده وأنه قد أزال عنهم أمره وأن ضمانه عليه في ألا يتصرف أبدًا ووعدهم بالزيادة في الأرزاق والإقطاعات‏.‏

فلم يقبلوا شيئًا من ذلك بوجه وقالوا‏:‏ إما نحن وإما هو وإن لم نتحقق الراحة الأبدية منه وإلا فلا حاجة لنا بك أيضًا ونخلع طاعتك‏.‏

وأحضروا الأحطاب والنيران لتحريق القصر وبالغوا في الإقدام عليه‏.‏

فلم يجد الخليفة عليهم لأنهم أنصاره وجنده الذين يستطيل بهم على غيرهم‏.‏

فألجأته الضرورة أنه استبصرهم ثلاثة أيام ليتروى فيما يعمل في حق ولده فرأى أنه لا ينفك من هذه المنازلة العظيمة التي لم ير مثلها إلا أن يقتله مستورًا ويحسم مادته ويأمن مباينة عسكره وأنه لا يأمن هو على نفسه وأنه لا بد من التصرف بهم وفيهم وأنهم لا ينفكون من المقام ببين القصرين على هذا الأمر إلا بعد إنجازه‏.‏

وكان لخاصته طبيبان يهوديان يقال لأحدهما أبو منصور وللآخر ابن قرقة‏.‏

وكان ابن قرقة خبيرًا بالاستعمالات ذكيًا‏.‏

فحضر إليه أبو منصور قبل ابن قرقة ففاوضه الخليفة في عمل السقية القاتلة لولده فتحرج من ذلك وأنكر معرفته وحلف برأس الخليفة وبالتوراة أنه لا يعرف شيئًا من هذا فتركه‏.‏

ثم حضر ابن قرقة ففاوضه في السقية فقال‏:‏ الساعة ولا يتقطع الجسد بل تفيض النفس لا غير فأحضرها في يومه وألزم الخليفة ولده حسنًا على شربها فشربها ومات وقيل للقوم سرًا‏:‏ قد كان ما أردتم فامضوا إلى دوركم‏.‏

فلم يثقوا بذلك بل قالوا‏:‏ يشاهد منا من نثق به‏.‏

فأحضروا أميرًا معروفًا بالجرأة يقال له المعظم جلال الدين محمد جلب راغب فدخل المذكور إلى المكان الذي فيه القتيل فوجده مسجى وعليه ملاءة فكشف عن وجهه وأخرج من وسطه بارشينًا فغرزه بها في مواضع خطرة من جسده حتى تحقق موته وعاد إلى القوم فأخبرهم فوثقوا منه وتفرقوا‏.‏

ولما نساهم الحافظ أمر ابنه قبض على ابن قرقة صاحب السقية فرماه في خزانة البنود وأمر بارتجاع جميع أملاكه وموجوده إلى الديوان‏.‏

وكانت داره بالزقاق الذي كان يسكنه فروخ شاه بن أيوب تطل على الخليج قبالة الغزالة وما فيه من الدور والحمام وهذا الدرب يعرف بدرب ابن قرقة قريب باب الخوخة‏.‏

ثم أنعم الخليفة على رفيقه أبي منصور وجعله رئيس اليهود وحصلت له نعمة ضخمة‏.‏

قال‏:‏ وكان الحافظ في كل ستة أشهر يجرد عسكرًا إلى عسقلان بما يتحققه من عزمات الفرنج في القلة والكثرة مع من هو فيها مقيم من المركزية والكنانية وغيرهم فكان القلة من الفرسان من ثلاثمائة إلى أربعمائة يعني الذين يسيرهم في التجريدة والكثرة من أربعمائة إلى ستمائة ويقدم على كل مائة فارس أميرًا ويسلم للأمير الخريطة وهذا اسم لحمل أوراق العرض من الديوان ليتفق مع والي عسقلان على عرضهم‏.‏

ثم يستم إليه مبلغًا من المال ينفقه فيمن فاتته النفقة‏.‏

وكانت النفقة للأمراء مائة دينار وللأجناد ثلاثين دينارًا‏.‏

فاتفق أن والي عسقلان أرسل كتابًا يعرف الخليفة أن عند الفرنج حركة فجرد الخليفة في تلك المرة العدة الكبيرة وفيهم جلال الدين جلب راغب الأمير الذي كشف صحة موت حسن ابن الخليفة بسقية السم فسير إليه الخليفة مائة دينار وهي علامة التجريد والاهتمام فتجهز المذكور للسفر في جملة الناس وفي نفسه تلك الجناية التي قدمها عند الخليفة في ولده حتى قتله‏.‏

فلما كان السفر جلس الخليفة ليخدموه بالوداع ويدعو لهم بالنصر والسلامة فدخلوا إليه ومثلوا بين يديه لذلك وانصرفوا إلا جلال الدين جلب راغب المذكور‏.‏

فقال الخليفة‏:‏ قولوا للأمير‏:‏ ما وقوفك دون أصحابك‏!‏ ألك حاجة فقال‏:‏ يأمرني مولانا بالكلام‏.‏

فقال له‏:‏ قل‏.‏

قال‏:‏ يا مولانا ليس على وجه الأرض خليفة ابن بنت رسول الله غيرك‏.‏

وقد كان الشيطان استنزلني فأذنبت ذنبًا عظيمًا عفو مولانا أوسع منه‏.‏

فقال له‏:‏ قل ما تريد غير هذا فإنا غير مؤاخذيك به‏.‏

فقال‏:‏ يا مولانا قد توهمت بل تحققت أني ماض في حالة السخط منك وقد آليت على نفسي أن أبذلها في الجهاد فلعلي أموت شهيدًا فيضيع ذلك سخط مولانا علي‏.‏

فقال له الخليفة‏:‏ أنت غني عن هذا الكلام وقد قلنا لك‏:‏ إنا ما وأخذناك فأي شيء تقصد‏.‏

قال‏:‏ لا يسيرني مولانا تبعًا لغيري فقد سرت مرارًا كثيرة مقدمًا وأخشى أن يظن هذا التأخير للذنب الذي أنا معترف به‏.‏

قال‏:‏ لا بل مقدمًا وصاحب الخريطة‏.‏

وأمر بنقل الحال عن المقدم الذي كان تقرر للتقدمة والخريطة‏.‏

فسر جلال الدين جلب راغب بذلك‏.‏

ثم أعطاه الخليفة أيضًا مائتي دينار وقال له‏:‏ اتسع بهذه‏.‏

قال‏:‏ وكان الأغلب على أخلاق الحافظ الحلم‏.‏

ومرض الخليفة مرضته التي توفي فيها فحمل إلى اللؤلؤة خارج القصر فأثخن في المرض فمات بها‏.‏

وظهر من وصيته أن ولده أبا منصور إسماعيل وهو أصغر أولاده هو الخليفة من بعده مع وجود ولدين كاملين هما أبو الحجاج يوسف وهو أبو الخليفة العاضد الآتي ذكره وأبو الأمانة جبريل‏.‏

فعقدت عليه الخلافة من بعده ونعت بالظافر بأمر الله وأن يستوزر له الأمير نجم الدين بن مصال‏.‏

انتهى كلام صاحب المقلتين‏.‏

وقال ابن القلانسي‏:‏ وفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة ورد الخبر من مصر بوفاة الحافظ بأمر الله وولي الوزارة أمير الجيوش أبو الفتح بن مصال المغربي فأحسن السيرة وأجمل السياسة فاستقامت الأحوال‏.‏

ثم حدث بعد ذلك من اضطراب الأمور والخلف بين السودان والعساكر وكانت ولاية الحافظ على مصر تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وتولى الخلافة بعده أصغر أولاده حسب ما ذكرناه عن كلام صاحب المقلتين‏.‏

السنة الأولى من خلافة الحافظ عبد المجيد وهي سنة خمس وعشرين وخمسمائة‏.‏

فيها توفي حماد بن مسلم الرحبي الشيخ الإمام الصالح المسلك أستاذ الشيخ عبد القادر في التصوف وشيخه‏.‏

سمع الحديث‏.‏

وكان على طريق التصوف يشير إلى المعرفة والمكاشفة وعلوم الباطن‏.‏

وكان يعطي كل من تصيبه حمى لوزة وزبيبة فيأكلهما فيبرأ وصار الناس يترددون إليه وينذرون إليه النفور فيقبل الأموال ويفرقها على أصحابه ثم كره أخذ النفور حتى مات في شهر رمضان ببغداد ودفن بالشونيزية‏.‏

وكان من الأبدال الصالحين‏.‏

ويعرف بحماد الدباس‏.‏

رحمة الله عليه‏.‏

وفيها توفي السلطان محمود ابن السلطان محمد شاه ابن السلطان ملكشاه ابن السلطان ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقماق عضد الدولة السلجوقي‏.‏

كان ملكًا شجاعًا‏.‏

وكان قد عزم على إفساد الأمور على الخليفة المسترشد العباسي فعاجله الموت بهمذان في يوم الخميس خامس عشر شوال وعمره ثمان وعشرون سنة ومدة مملكته أربع عشرة سنة‏.‏

وكان قد عهد إلى ابنه داود وهو صغير في حجر زوج أمه أحمد يلي صاحب أذربيجان‏.‏

فجدد أبو القاسم وزير محمود على الأمراء العهود وكتب إلى أحمد يلي بذلك‏.‏

وكان مسعود أخو محمود المتوفي ببلاد أرمينية فتحرك لطلب السلطنة فكتب إلى الخليفة ولم يكتب لعضه سنجر شاه السلجوقي فمشى سنجر شاه وولي السلطنة لابن أخيه طغرل أعني لعم الصبي داود ورتب لداود ما يكفيه إلى أن يكبر‏.‏

ووقع بعد ذلك أمور‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد أبو عبد الله الرازي ثم المصري المعدل الشاهد ويعرف بابن الخطاب مسند الديار المصرية وشيخ الإسكندرية مات في سادس جمادى الأولى وله إحدى وتسعون سنة‏.‏

وفيها توفي هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين أبو القاسم الشيباني الهمذاني الكاتب البغدادي مسند العراق‏.‏

ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وسمع الكثير وحدث وروى عنه غير واحد‏.‏

وفيها قتل الوزير أبو علي أحمد بن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي الأرمني ثم المصري وزير الحافظ العبيدي‏.‏

قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي‏:‏ صاحب مصر وسلطانها الملك الأكمل أبو علي وابن صاحبها ووزيرها يعني الأفضل‏.‏

قلت‏:‏ والحق ما نعته به الذهبي فإن أحمد هذا ووالده وجده هم كانوا أصحاب مصر والخلفاء معهم كانوا تحت الحجر والضيق‏.‏

وتصديق‏.‏

ذلك ما خلفه الأفضل شاهنشاه أبو صاحب الترجمة من الأموال والمواشي وغير ذلك‏.‏

وإنما كان يطلق عليهم بالوزراء إلا لكون العادة كانت جرت بأن الملك للخليفة لا وهم بلا مدافعة انهم كانوا أعظم من سلاطين زماننا هذا‏.‏

ولما قتل أبوه الأفضل في سنة خمس عشرة وخمسمائة في خلافة الآمر وأخذ الآمر أمواله سجن ابنه أحمد هذا إلى أن مات‏.‏

فلما مات الآمر أخرج من السجن وجعل أمر مصر إليه ووزر واستولى على الديار المصرية‏.‏

وحجر على الحافظ الخليفة ومنعه من الظهور حسب ما ذكرناه في ترجمة الحافظ من أمر قتلته وكيف قتل فلا يحتاج للتكرار هنا‏.‏

وبموته صفا الوقت للحافظ واستولى على الملك وسكن القصر على عادة الخلفاء إلى أن مات‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وإصبعان‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وثماني عشرة إصبعًا‏.‏